بقلم:سيدي محمد الزعيم.
"إلى متى ستغفر لنا فلسظين"!!
يا لهف نفسي من زمان فاجع..ألقى عليا بكلكل وجران
هذه المصيبة التي لاتستقال جليلة والتي غلبت عزاء قوم فتناستهم،هي صورة حية لواقعنا الراهن،كأني بأبي ليلى المهلهل يلتقط صورة من عمق حاضرنا،تحاكي حالنا قبل مئات السنين،فإلى متى ستغفر لنا فلسطين والفلسطيينين.
بلاد الفيلسوف الشاعر "محمود درويش"منبع الديانات وملتقى الحضارات والملل والنحل،تبقى هكذا خاوية على عروشها،ظمآنة تنتظر شربة ماء هنية لاتظمأ بعدها فهيهات هيهات...لعل درويش وهو يكتب "هو الحب كذبتنا الصادقة"وضع الامة العربية وكل ذات تحمل على عاتقها حس الإنسانية امام مرآة تعكس حقيقتها ومسؤوليتها الازلية وحبها المزيف.
نسلي أنفسنا بأننا نرتبط بالقضية فطريا وعاطفيا وحتا عضويا،إلا أنه مع الأسف ارتباطنا هو لحظي وامام شاشات التلفاز،حتى صرنا لانعير اهتماما للقضية الأولى عربيا،ولا لمعاناة أهلها وشعبها الأبي المناصل الذي يحارب على جبهتين،الأولى مجابهتته للكيان الصهيوني والبقاء كشوكة تاريخية لن تزعزها ارتدادات الزمن المتقلبة،والثانية أنها تشاهد التخاذل العربي بكل حسرة واسف لاتستطيع معه إلا أن تبارك أي مبادرة عربية بنوع من المكابرة الجبارة وبحس ديبلوماسي ينم عن التمسك بأي أمل مهما كان بسيطا ومهما كانت نتائجه.
فالحديث عن القضية الفلسطينية هو حديث،عن قضية مقدسة شريفة نشأت قبلنا ومعنا في سراديب العيش والتاريخ،حتى غدت قاعدة راسخة ومتينة في أذهان كل العرب وكل المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية وبعاصمتها القدس.
احقية الفلسطينيين بوطنهم لا يحيد البتة عن منطق عاقل وهاته التضحية التي يظهرها الشعب الفلسطيني البطل، الذي مايزال يضحي بالغالي والنفيس مقدما دروسا تاريخية في كيفية الانبعاث من جديد بعد كل كبوة سياسية ،هو دليل دامغ على شرعية مقاومتها والتي لاتستطيع الأنظمة العربية معها إلا أن تخضع لسياسة تم تسطيرها بداية الالفية وهي السياسة التي تعرف بين أروقة السياسيين "بسياسة فرض أمر الواقع،"والتي فعلا كانت نهجا سياسيا ذكيا جاء على مقاس العرب،بتصميم غربي راكم تجارب مهمة في علاقته بالانظمة العربية وخبر مكامن الضعف والوهن فرمى بكل ثقله للسيطرة على مصادر الطاقة التي تزخر بها الدول العربية والتغلغل في حياة الفرد العربي قبل الجماعة من خلال الترويج لأمريكا التي كانت بداية القرن العشرين تراها الكثير من الشعوب والدول الملاذ الآمن والخلاص الحقيقي لمعاناتهم.
فبعد الإطاحة بالاتحاد السوفياتي بدت مظاهر محاولة أمريكا السيطرة على العالم تلوح في الأفق عبر رسم سياسة استراتيجية تكون الغاية منها السيطرة الاقتصادية وتفقير الدول وتأليب الشعوب على أنظمتها عبر إثقال كاهلها بالديون أو توفير الحماية مقابل عائد مادي،او من خلال الترويج لأفلام هوليود التي لاتتعب من اظهار أمريكا القوية والملاك الذي يحرس الدنيا بعين الحق والأمانة.
ناهيك عن الاكذوبة التاريخية والابدية لأمريكا"بأنها تحمي أمنها القومي" المبرر العاري من الصحة والمفصح لنوايا غير سليمة،عن صولاتها وجولاتها عبر العالم والتدخل في شؤون الدول وحتى رسم معالم استمرارها،هذه النغمة النشاز التي صدعت رؤوسنا ردحا من الزمن الغاية منها تحقيق المقولة الشهيرة "أمريكا شرطي العالم".
انعراجنا على أمريكا هو من اجل توضيح الصورة ومحاولة مسك خيوط الآليات التي تحاول بها أمريكا اليوم عبر رئيسها "دونالد ترامب" أن تطبقها وقد نجحت فعلا بهذا المسار وفرضت سياسة امر الواقع والخضوع لأي قرار تخرج به الإدارة الامريكية على لسان رئيسها الذي لايتوانى في أي فرصة ان يطرق أجراس الإهانة على مسامعنا وعلى مرأى من الدنيا بل الانكى من ذلك فالسياسة المقبلة ستكون تنفيذ قراراتها بدون الرجوع او الاستشارة حتى مع الأنظمة العربية،التي تجاوزتها أمريكا ولم تعد تخشى من ردات فعلها لأنها أمسكتها من الذراع التي تؤلمها وهي معرفتها بهشاشة الرؤى المستقبلية للأنظمة العربية التي لاتزال بين شذ وجذب مع شعوبها التي تريد تغير الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بها وعيش حياة كريمة فمادام الامرا قائما بهذه الهشاشة في الرؤى المستقبلية فإننا كعرب سيكون دورنا أن نكون مجرد إناء تمر عبره مصالح أمريكا التي تخدم إسرائيل.
صفوة القول إن كنا سنعيش في زمن ونحن نرى القدس تسقط منا ولا نحرك ساكنا فالاجدر أن نستثمر اموالنا وسواعدنا في بناء مقبرة تسع العالم العربي وندفن ذاتنا فيها حتى يقال هذه مقبرة تنام داخلها أرواح عربية رفصت الاستكانة والخضوع،وآثرت الموت على حياة المهانة والذل،عسانا نكون معلمة تاريخية يزورها بعض احرار هذه الدنيا ليضعو على شواهد قبورنا ورودا.
تعليقات
إرسال تعليق