من الصحراء..الى الجبال
من الصحراء..الى الجبال.
تنفس الصبح وتلاشى الظلام،وأشرقت شمس هذا الصباح المهيب لتنذر بيوم جميل من أيام الربيع فصل الامل والتفاؤل والانبعاث من جديد, في هذا الربيع عقد ثلة من الاعلاميين،العزم لتنظيم رحلة إستكشافية إلى جبال إمليل حيث تتربع قمة توبقال على عرش سلسلة جبال الأطلس الشامخة. ,فكانت الرحلة في الصباح الباكر وفي يوم ممطر وبارد،لكن لهفة الزيارة وحب الاكتشاف أشعلا فتيل الحماسة والمغامرة وبعد شذ وجذب تم أخذ القرار السليم.
انطلقت السيارات متجهة صوب امليل المركز القروي بالمعنى الحديث والمعاصر،وروضة من رياض الجمال الآخاذ بالمعنى الابدي والأزلي,وفي الطريق إلى امليل كان الجو جذابا الى حدود سلب الالباب فكانت السباحة في ملكوت الخيال الشاسع،المناص الوحيد للإستمتاع بهذا الجو الخلاب.
فكانت الاشجار تحفنا على طول المسير يمنة ويسرة أشبه بالأنيس في العزلة،والنديم في المذامة,وهذا الترنح العجيب للسيارت وكأنها ريشة بين انامل فنان يرسم لوحة وهو معصب العينين,وعند وصولنا إلى إمليل كانت السعادة الممزوجة بالانبهار من سحر الطبيعة والمكان الحدث الاهم في بداية فقرة استكشافنا.
عندها تجمعنا ورصينا الصفوف ثم توجهنا الى مكان إقامتنا فوجدنا في استقبالنا السيدة"نجمة"ذات السحنة الغجرية والصوت الصادح الجميل المصحوب بعبارات فرنسية تنطق بلكنة مدربة جيدا تنم عن ثقافة أجنبية مرت بهذا المكان فأثرت فيه. فحفاوة الاستقبال أشعرتنا بالدفئ الأسري،وكأن المكان لنا،هذه الطمأنينة التي كانت تداعب خوالجنا،قتلت فينا حب المدينة،عندها رحبت بنا عائلة السيدة "نجمة"وكان من نصيبنا أن حظينا شرف التعرف على عائلة كريمة ذات شهامة ومروءة وشموخ كأني بالجبال تكسب صفاتها لقاطينيها,هذا التحدي الصارخ للطبيعة ليجعلك تقف مشذوها وصغيرا وضحلا أمام سكان دوار امليل.
وبعد أخذ قسط من الراحة،تم تزويدنا بالمعدات اللازمة،من اجل تسلق الجبال عبر مسالكها الوعرة والخطيرة لكنها رائعة.
فكان إبراهيم مرشدنا وربان سفينتنا في المقدمة موجها نصائح ومعلومات عن المكان،فرافقنا طوال هذه الرحلة محافظا على هدوءه ورباطة شأجه،وطبيعته المرحة. ومنذ الخطوات الاولى من أجل القيام بالجولة الاستكشافية كانت الالباب ترقص فرحا وكأنها ترى المستقبل عبر ستار رقيق.كل شيء جميل وآخاذ وساحر،قمم الجبال التي تكسوها الثلوج واشجار اللوز التي تزين جنبات الممرات التي كنا نسير بمحاذاتها. فأضاف مشهد المطر والغيوم الملبده والزخات الجميله رونقا من نكهة أخرى يخلق مجازه الخاص عند إلتقاء صوت خرير المياه وزقزقة العصافير مع ظل خفيف الوزن أرخى إضاءة ربانية شلت عقولنا وهواتفنا.
عندها انتهت جولتنا القصيرة التي دامت حوالي ساعتين ونصف من الزمن و13الف خطوة و11كلمتر من الجغرافيا ومالا نهاية من الاستمتاع والنشوة والفرحة.
هكذا منظر تهب له كل ماتملك في مقابل ان تتأمله او تشاهده لتزيح عن خواطرك صخرة الهم والنكد التي تتجرع مرارتها وأنت في المدينة وبين جدرانها. في الليل كان دفئ الصداقة والمحبة السوار الذي يطوق جلستنا البهية، فكان الفرح سيد المكان،وكان الرضى التام هو العنوان، وكانت امليل هي البرهان،لكن الغاية هي الاستكشاف
تعليقات
إرسال تعليق